بحث عن مصداقية وحى الكتاب المقدس... اعداد الاخ/ صموئيل فاروق سليمان

المقدمة
الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عب1:1-3) . وهذا يعني أن الأنبياء تلقوا الوحي الإلهي أولاً في صورة إعلانات من الله بأنواع وطرق كثيرة كالحديث المباشر مع الله مثلما حدث مع موسى النبي " أن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه .وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي.فما إلى فم وعيانا أتكلم معه لا بالألغاز .وشبه الرب يعاين " (عد12 :6-8) ، أو عن طريق الظهورات الإلهية ، كما حدث مع إبراهيم " وظهر الرب لابرام " (تك12 :7) ، فقد كشف الله وأعلن عن ذاته وإرادته ومشورته الإلهية وتدبيره الأزلي السابق للإنسان والكون والتاريخ بالإعلان الإلهي الذي هو كشف الغطاء عما هو مخفي .بكلمتة



نظريات الوحي المختلفة:-

1النظرية الطبيعية:

فاعتبر البعض أن الوحي هو إلهام طبيعي كذلك الإلهام الذي يصاحب الشعراء والأدباء فى كتابة قصائدهم وأعمالهم الفنية.

هو بمعني الالهام فاي كتاب ديني هو الهام من عقل الانسان مثلما يكتب الانسان شعر او ادب ايضا يكتب حكم ووصايا ساميه يسير بها الانسان في حياته

-        واهم الاعتراضات علي هذه النظريه انها تلغي وجود الله ودور الله فهي نظرية وجوديه ونادي بها بعض من اعجبهم الكتاب المقدس ولكنهم لا يؤمنون بوجود الله

2 نظرية الوحي الاملائي (الحرفي)

الله يملي الانسان كل كلمه وكل حرف وعلي الانسان ان يكتبه كامل بدون اي تغيير ولكن لانه حرفي فيصبح لو فقد حرف واحد منه فقط لاصبح تحريف ومشكله كبري

ان الانسان ليس له دور هو فقط الة كاتبه فقط وهذا يجعل

1 هذا الاله لا يعنيه الانسان لان الانسان في نظره مجرد الة .فكيف نحترم هذا الاله ؟

2 اي تعبير غير دقيق هو تعبير الاله فلو ذكر انسان اخر تعبير مشابه او افضل يكون مشابه او افضل من الاله نفسه فكيف نقبل ذلك ؟

3 اي خطأ في النسخ يكون موجه للاله نفسه لان كلمته تشوهت و هذا الاله مشوه لان كلمته مشوهة ؟

4 يجعل الاله محدود في لغه واحده فكيف نفترض ان هذا الاله هو اله البشرية كلها ان كان يتكلم لغه واحده فقط ؟

5 المفترض ان لغة هذا الاله افضل لغه فكيف نجد هذه اللغه لازالت تتطور في نطقها وكتابتها (مثل التنقيط والتشكيل واضافة الفاظ او علامات حسب كل لغه )وفهمها فهل لغات العالم افضل من لغة الاله ؟ وبخاصه يوجد لغات كثيرة تختلف فيما بينها فهي قويه في شئ وضعيفه في شئ اخر ولا توجد لغه كامله في كل شئ بلا عيب

6 لغة الاله هذا تحتوي علي الفاظ كثيرة سيئة المعني فكيف تكون لغة الاله لغه غير محترمه

7 ماذا يفعل الاله مع تغير اللغه تماما الي لغه احدث او اندثار اللغه التي كان يتكلم بها ؟

وكما قال الفلاسفه والمفكرين من امثلة اريش ساور هذا غير لائق باي اله ولكنه لائق فقط بالشياطين لان اسلوب الشياطين ان تفقد الانسان دوره وشخصيته (انظر1كو12: 2، مر5: 1-9).

3-النظرية الموضوعية:

وتعني ان الوحي هو من الله ولكنه اوحي افكار فقط وترك كل يكتب يكتب ما يشاء بدون اي تدخل من الله او قياده

ومشكلة هذا الفكر انه

1الكلام في الانجيل كلام بشري وهذا يقلل من اهميته

2هذه الفكره تقول ان المعاني المقدم غير مهمة الفكره فقط هي المهمة

3ايضا هذه الفكر تلغي اهمية الرموز لانها من تاليف بشر

4تلغي اهمية النبوات لان نصها من البشر

هذه النظريه قديمه جدا والقائلين بهذه النظريه هم من الذين اهتزوا بسبب بعض الافكار التشكيكيه واعتقدوا بوجود تناقضات في الكتاب المقدس لايعرفون حلها او عدم دقه علميه او تاريخيه مثلما حدث ايام داروين وغيره

4-النظرية الجزئية:

وتقول بان هناك اجزاء وحي من الله واجزاء اخري لا او الوحي في الانجيل درجات بعضها هام جدا ومعصوم وبعضها اقل اهمية

وايضا قسموا الوحي الي جزء وحي كامل وجزء وحي جزئي وجزء ليس وحي علي الاطلاق

ويستدلوا باية

عبرانين1: 1

الله بعدما كلم الاباء بالانبياء بانواع وطرق كثيره .وهذا خطا في التفسير

وخطا النظرية في الاتي

1كيف تعرف ان هذا الجزء من اي نوع ؟ من النوع الهام ام اقل اهميه ام ليست وحي علي الاطلاق ؟

2كيف يسمح الله ان كلامه يذوب وسط الافكار البشريه ؟

3وكيف نقبل ان كلام الله درجات ؟

 

5-النظرية الروحية:

وهي تتشابه كثيرا مع النظريه السابقه ومع الموضوعيه وهي تنادي بان الله اوحي الامور الروحيه فقط والوصايا اما باقي الكتابات التاريخيه او العلميه او غيرها ولهذا فالامور الروحيه معصومه اما الامور الاخري العلميه والتريخيه فقد تكون صحيحه وقت تكون خطأ اوخياليه

-        واخطاء هذه النظريه

1- تشكك الانسان في اي قصه من قصص العهد القديم او الجديد لانها غير معروفه ان كانت صحيحه او خيالية

 2- الحقائق اللاهوتيه ايضا مبينه علي بعض المواقف والقصص التي ترشد وتشرح الحقائق اللاهوتيه بطريقه روائية وصفيه توضيحيه فان كانت القصه خياليه كيف نبني عليها حقيقه روحية ؟

3- تجعل الذي يقرا يقبل جزء ويرفض جزء كما يحلوا له

4- بهذا يكون القارئ حكم علي الانجيل وبهذا الكتاب يخضع لحكم بشر وليس البشر يخضعون لحكم الانجيل

5- يفقد الوحي معناه ايضا ويصبح مبني علي خرافات

 

مفهوم الوحي في المسيحية

ان الوحي المسيحي كلي اي الكتاب كله موحي به من الله تفاعلي اي الله والانسان فالله اوحي بكلامه وايضا احتفظ الانسان بشخصيته وفكرهم وفلسفتهم وبيئتهم وعلمهم واختباراتهم ومشاعرهم وظروفهم ولم يلغيها الله ولهذا نري تعبيرات الراعي مثل داوود(عصاك وعكازك ومرعي خضر وجداول المياه والسموات وغيرها من التعبيرات )وامثال الملك الحكيم مثل سليمان (مغنيين وحضايا الملوك والذهب الموشي وقصور وعاج)وكلمات الذي تربي بحكمة مصر مثل موسي (قوره ورجاء وحكمه )وكلمات صيادي السمك مثل التلاميذ (سمكا كبيرا 153وصيادي الناس )والفليسوف مثل بولس الرسول (منطق وفلسفه وحياه )

"كتاب المادة – شرح ق /جمال"

كيف كتب الكتاب المقدس
كل الكتاب هو موحى به من الله كلمة وحى معناها / يوحى و يلهم .
وتستخدم هذه الكلمة فى الكتاب المقدس بعهديه لكى تصف عمل الله فى إرشاد عقول الأنبياء وكشف أسرار الله التى يريد أن يعلنها للبشر والكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها عن طريق الأنبياء . والتلاميذ و استغرقت كتابته 1600 سنة

تبدأ بموسى النبى وتنتهى عند القديس يوحنا لكن غير المسيحين يظنون أن الوحى هو أن الله يرسل ملاك يملى على النبى ما يريد أن يقوله الله بالحرف الواحد ولكن معنى هذا الكلام أن الله يلغى تماماً إمكانيات الأنبياء وشخصياتهم و إرادتهم وإسلوبهم فالأنبياء كان منهم الشاعر والمؤرخ و القانونى والحكيم وأيضاً بهذا المفهوم لن يستطيع أى نبى أن يجيب فوراً على أى سؤال بل يجب أن ينتظر الملاك ليملى علية

فالوحي الكتابي هو تاثير الهي مباشر من الله الي الانسان فيقدم الحق الكتابي بدون اخطاء والروح القدس اعطي لكتاب الوحي لا الافكار فقط ولكن ساقهم وقادهم بحكمه الاهية في انشاء التعبيرات التي كتبوها خالية من الخطأ وعبروا بدقه عن الافكار بدون درجات وعصم الفاظهم عن الخطأ ولم يفقدهم شخصيتهم بل ظهور شخصيتهم يمثل العنصر البشري وحفظ تعبيراتهم من اي خطا يمثل العنصر الالهي

طريقة الوحي

يقول الرسول بولس « كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه، فأعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شئ حتى أعماق الله.لأن من مِن الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه، هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله.ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله، التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية، بل بما يعلمه الروح القدس، قارنين الروحيات بالروحيات.ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة.ولا يقدر أن يعرفه (يعرف هذه الأمور)لأنه إنما يُحكَم فيه (فى هذه الأمور)روحياً.وأما الروحي فيحكم في كل شئ وهو لا يحكم فيه من أحد»(1كو2: 9-15).  يذكر الرسول بولس ثلاثة أمور هي:

أولاً:الإعلان:-

 أعلن روح الله القدوس لكتبة الوحي أفكار الله العجيبة.فهذه الأمور – كما فهمنا – هى ما لم تر عين ولا سمعت أذن ولا خطرت على بال إنسان، لكن روح الله القدوس – الذي يفحص كل شئ حتى أعماق الله – أعلنها لأواني الوحي.ويوضح الرسول في ع11أن الإمكانية الوحيدة لحصولنا على هذا الإعلان هو روح الله.هذه هي الخطوة الأولى

ثانياً:الوحي:-

فتحت السيطرة المطلقة والهيمنة الكاملـة من الروح القدس، تمت صياغة ذلك الإعلان بذات أقوال الروح القدس، فتم القول« قارنين الروحيات بالروحيات ».هذه الآية تفسَر في أحيان كثيرة تفسيراً خاطئاً، إنها لا تعنى مقارنين الروحيات بالروحيات، أو مقارنين أقوال الكتاب ببعضها، بل تعني أن الرسل كانوا موصلين الإعلانات المعطاة لهم من الروح القدس بذات العبارات التي يريد الروح القدس أن يستخدمها.

ثالثاً:الإدراك:-

وهذه هى المرحلة الثالثة من قصة وصول أفكار الله إلينا.فبعد أن أُعلن الحق بالروح القدس لرجال اختارهم الله، ثم أوحى الروح القدس إليهم ليوصلوا لنا هذه الأفكار بذات الكلمات التي أملاها عليهم روح الله، فإنه يلزم لإدراك الحق وامتلاكه أن يكون المؤمن في حالة روحية، لأن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله، ويستحيل عليه قبول وفهم الأمور الإلهية. الوحي في الكتاب المقدس
الكتاب المقدس، كتابٌ موحى به من الله، وهو ليس مجرد كتابٌ كتبه رجال الله على مر العصور، لكن الله هو الذي اختار هؤلاء الرجال وأوحى إليهم بالروح القدس ما أراد أن يكتبوه، تاركاً لكل واحد أسلوبه الخاص الذي يعبر به عما أوحى به الله إليه.
والكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، هو القانون الوحيد المعصوم من الخطأ، والذي من خلاله يُعلن الله عن نفسه، وعن مقاصده من جهة البشر، ويعتبر الكتاب المقدس سجلاً عن إعلانات الله المتكررة التي يعلن فيها عن نفسه للإنسان على مدى العصور والأجيال.
كما أن الطابع الإلهي للكتاب المقدس يمكن إدراكه من اوجه كثيرة متعددة ويكفى أن نقارن على سبيل المثال بين تعاليمه وأية تعاليم اخرى، فما أوسع الفارق بين آداب الشرق القديم وبين الكتاب المقدس هذه هى الخطوات الثلاث لوصول أفكار الله إلى الإنسان.إنها تشمل المنبع والمجرى والمصب.والكل من عمل روح الله.

وواضح أننا اليوم لسنا في زمن الوحي، لكننا لا زلنا نحتاج إلى استنارة من روح الله القدوس لنفهم المكتوب (مز119: 18).

معجزة الوحي
تأتي معجزة الوحي في الكتاب المقدس من الصورة التي تحققت من خلالها النبوات التي سبق وتنبأ بها وكتبها رجال الله، في حين أنهم لم يعرفوا على وجه الدقة المعنى الدقيق والمقصود من هذه النبوات، فمثلاً نجد في العهد القديم نحو 300نبوة عن شخص السيد المسيح، كُتِبت قبل ميلاده بآلاف السنين وتحققت حرفياً وكاملة فيه، فمثلاً وعلى سبيل المثال ليس الحصر جاءت نبوات توضح أن المسيح المخلص سوف يأتي

- من نسل المرأة في (تكوين3: 15)" وأضع عداوة بينك و بين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" ، وقد تحققت هذه النبوة في (غلاطية4: 4)" ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة

- مولوداً من عذراء في (إشعياء7: 14) " ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل" ، وقد تحققت في (متى1: 18،23،25، لوقا 1: 26 - 35) " هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (متى1: 23).

من نسل إبراهيم واسحق ويعقوب في (تكوين22: 18،21: 21 ) " ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض من اجل انك سمعت لقولي" ، وقد تحققت في (متى1: 1- 2، لوقا 3: 23،33،34، غلاطية 3: 16) " كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم" (متى1:1

من سبط يهوذا في (تكوين49: 10) " لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب" وقد تحققت في (لوقا3: 23،33، عبرانيين 7 : 14) " فانه واضح أن ربنا قد طلع من سبط يهوذا الذي لم يتكلم عنه موسى شيئا من جهة الكهنوت" (عبرانيين7: 14).

من عائلة يسى في (إشعياء11: 1، ميخا 5: 2) " ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله" ، وقد تحققت في لوقا 3: 23، متى 1: 6).

من بيت داود في (أرميا23: 5،2صموئيل7: 16، مزمور 132: 11)، وقد تحققت في (لوقا3: 23،18: 38 - 39، متى 1: 1،9: 27، أعمال الرسل 13: 22 - 23، رؤيا 22: 16).

ويولد في بيت لحم في (ميخا5: 2) " أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" وقد تحققت في (متى2: 1،4-8، لوقا 2: 4- 7) " ..سألهم أين يولد المسيح فقالوا له في بيت لحم اليهودية" .

يدعى رباً، ونبياً وكاهناً في (مزمور110: 1، تثنية 18: 18، مزمور 110: 4) وتحققت في لوقا 2: 11،20: 41- 44، متى 21: 11، عبرانيين 3: 1)

يُصلب مع آثمة، وتثقب يداه ورجلاه، في (إشعياء53: 12، مزمور 22: 16، وزكريا 12: 10) وقد تحققت في (متى27: 38، مرقس 15: 27، لوقا 23: 33، يوحنا 20: 25).

يقوم من الموت ويصعد إلى العلاء في (مزمور16: 10، مزمور 30: 3، مزمور 68: 18) وقد تحققت في (أعمال الرسل 2: 31،13: 33، لوقا 24: 46، أعمال الرسل 1: 9).

"الكتاب المقدس يتحدي نقاده للقمص عبد المسيح بسيط"

 المقصود "بوحي الكتاب المقدس"؟ وبماذا يتكلم الكتاب نفسه ؟.

يكتب الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس قائلاً "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح " (2تيموثاوس 3 : 16). وكان الرسول بولس يوصي تلميذه تيموثاوس قبل هذه الآية مؤكداً على حقيقة هامة وهى انه يجب عليه أن يتمسك بالكتب المقدسة القادرة على أن تحكمه للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع، ثم يردف قائلاً أن كل الكتاب هو موحى به من الله، وهذه العبارة الأخيرة "موحى به من الله" تأتي في اللغة اليونانية الأصلية "ثيوبينستوس
qeopenstoV"، وفي اللغة الإنجليزية " Theopneustos"، وهي كلمة مركبة من "Theo"بمعنى الله، "pneustos" بمعنى نفخ، وتركيب الكلمة في الأصل اليوناني يأتي في المبني للمجهول، وعليه تكون ترجمة "موحى به من الله" أي "نُفِخت من الله"، بمعنى أن الكتب المقدسة صيغت بروح الله.
إن الدراسة لكلمات العهد القديم نجد أن كتبة الوحي المقدس يستخدمون عبارات "هكذا تكلم الرب" أو ما يناظرها مثل "وقال الرب" وكانت كلمة الرب إليَّ"، أكثر من 3800 مرة، بالإضافة لما يقوله الكتاب نفسه أن هذه الكلمات هي كلمات الله بذاته، "وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به" (تثنية 18: 18)، أو "ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك" (أرميا 1: 9). والسبب الرئيسي لاستخدام كتبة الأٍفكار المقدسة لمثل هذه العبارات"، إنما لتدل على أن الكلام الذي يتكلم به النبي ليس إلا كلام قد أوحى به الله إليه ليعلنه للبشر.

لذلك فحينما يستخدم الرسول بولس التعبير الذي يصف الكتاب المقدس بأنه نفخة من الله، فهو تعبير قويٌ يريد أن يُفِهم تلميذه تيموثاوس أن الكتاب المقدس هو كتابٌ جديرٌ بالثقة، وهو الذي يستطيع أن يقوده لطريق الخلاص الأكيد فهو الكتاب المقدس، الذي جاء إلى الوجود بنفخة الله، وهو يستمد أصوله من الله، الواحد الحي.

 

شهادة المسيح والرسل للوحي
تكلم السيد المسيح كثيراً عن وحي الكتاب المقدس، وشهد أن كل الكتاب هو موحى به من الله،
الناموس كلام الله
وكلام الله لا يزول "فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (متى 5 : 18)، وأكد ذلك حين قال "ولكن زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس" (لوقا 16 : 17).

الكتب تشهد له
يؤكد السيد المسيح وحي الكتب المقدسة إذ أنها تتكلم وتشهد عنه حتى قبل ميلاده بآلاف السنين، فيقول في رده على الفريسيين بعدما شفى مريض بركة بيت حسدا، "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي" (يوحنا 5 : 39). وبعد قيامته، وفي مقابلته مع تلمذيه في الطريق إلى عمواس "..قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم انه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب" (لوقا 24: 44،45).

المسيح يقتبس من الكتب المقدسة

اقتبس السيد المسيح كثيراً من الكتب المقدسة، والأنبياء، من هذه الاقتباسات،"أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل أنا اله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب ليس الله إله أموات بل إله أحياء" (متى 22: 31، 32، مرقس 12: 26، 27)؛ وغير ذلك الكثير مما اقتبسه المسيح من الأسفار المقدسة.
وكذلك  التلاميذ والرسل فشهدوا أن الكتب المقدسة موحى بها من الله، ولم تأتِ نبوة قط من إنسان، بل ما كتبوه هم أيضاَ لم يكن من عندياتهم، لكنهم كتبوا ما أراد الله أن يكتبوه.
اقتباسات من العهد القديم
كثيرة هي الاقتباسات التي استخدمها الرسل وكتبه العهد الجديد ليؤكد وحي وصدق ما كتبه الأنبياء في العهد القديم، من هذه الاقتباسات "فان هذا هو الذي كتب عنه ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك" (متى 11 : 10 – قارن ملاخي 3: 1)، "و هذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل* 23 هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (متى 1: 22،23 قارن إشعياء 7: 14)؛ وغير ذلك الكثير.

شهادة الرسل لوحي العهد الجديد

يسجل الرسل مراراً أن ما كتبوه لم يكن إلا كلام الله ولنا مثال ما كتبه الرسول بولس حين قال "انه بإعلان عرفني بالسر كما سبقت فكتبت .." (أفسس 3: 3)، "إن كان أحد يحسب نفسه نبياً أو روحياً فليعلم ما اكتبه إليكم انه وصايا الرب" (1كورنثوس 14: 37). كما أكد يوحنا الرائي أن ما يكتبه هو ما يأمر به الله فيقول "كنت في الروح في يوم الرب وسمعت ورائي صوتا عظيما كصوت بوق قائلا أنا هو الألف و الياء الأول و الأخر والذي تراه اكتب في كتاب" (رؤيا 1: 10، 11 - قارن رؤيا 1: 19، 2: 1، 8، 12، 18، 3: 7).


الرسل يشهدون لكتاب بعضهم البعض
نجد الكثير من شهادات الرسل وكتبة العهد الجديد لبعضهم البعض إنما ليؤكد أن جميعهم كتب بوحي من الله وليس هناك مجال للشك في وحي ما كتبه كتبة العهد الجديد فيقول الرسول بطرس عن كتابات بولس الرسول "واحسبوا أناة ربنا خلاصاً كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضاً بحسب الحكمة المعطاة له" (2بطرس 3: 15).
كتب البشير يوحنا "هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا و نعلم أن شهادته حق" (يوحنا 21: 24)؛ وشهد يوحنا الحبيب عن يوحنا المعمدان قائلاً "يوحنا شهد له ونادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه أن الذي يأتي بعدي صار قدامي لأنه كان قبلي" (يوحنا 1 : 15)؛ وأخيراً يؤكد الروح القدس أن ما كتبه يوحنا الرائي هو شهادة حق فيقول "الذي شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما رآه" (رؤيا 1: 2).

شهادة آباء الكنيسة للوحي
على مر العصور والتاريخ الكنسي تأتي شهادات المؤرخين وآباء الكنيسة لتشهد لصدق الوحي ولتؤكد إيمان الكنيسة في الكتاب المقدس ووحيه الإلهي، من هذه الكتابات:
"كل الكتاب هو نفخة الله ونافع للتعليم من كل وجه، ولعل أفضل ما يفعله الإنسان ولخير نفسه أن يفتش الكتب المقدسة" يوحنا الدمشقي.
"في كلمات الكتاب الرب هناك" القديس أثناسيوس. .
".. حتى لا يلزم أن نتصور أن اللغة صادرة من الرجال الموحى إليهم بل من الكلمة الإلهية المحركة لهم" جاستن مارتر
Justin Martyr.
"كل ما تقوله الكتب الإلهية هو صوت الروح القدس" غريورس النيسي.
"ومن اجل ذلك يجب أن نخضع وأن نقبل سلطان الكتب المقدسة التي لا يمكن أن تخدع أو تُخدع" القديس أوغسطينوس.

شهادة بعض العلماء عن صدق الكتاب المقدس:

أ - شهادتهم عن صدق العهد الجديد (الإنجيل):

(1) قال جان جاك روسو: أتقولون إن ما يرويه الإنجيل اختراع متقن! كلا. إن الاختراع لا يكون على هذا النحو، فإن درجة التحقق من أعمال سقراط التي لا يشك أحد في صدقها، أقل من درجة التحقق من أعمال المسيح الواردة في الإنجيل .

(2) وقال هرناك أكبر علماء النقد: ظن ستروس في أوائل القرن التاسع عشر أن الإنجيل ليست له قيمة تاريخية، لكن اجتهاد جيلين من علماء النقد والتاريخ أعاد إليه قيمته من هذه الناحية، إذ ثبت أنه يرجع إلى الحقبة اليهودية الأصلية من الدين المسيحي .

(3) وقال جولشر أحد علماء النقد أيضاً: الأناجيل مستندات قوية لتاريخ يسوع المسيح .

(4) وقال سير فريزر أستاذ علم الدين المقارن: وجود الإنجيل الحالي منذ القرن الأول مؤيَّد بشهادة تاريخية لا مجال للشك فيها .

(5) وقال دكتور برايت: بفضل اكتشافات قمران، أصبحنا نوقن أن العهد الجديد هو هو، كما كُتب بواسطة تلاميذ المسيح. وأن كل الأحداث الواردة فيه، يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 25 و80 ميلادية .

(6) وقال السير وليم رمزي في كتاب شهادة الاكتشافات الحديثة لصدق العهد الجديد: كنت أعتقد أن سفر أعمال الرسل كُتب بعد الحوادث التي دُوِّنت فيه بحقبة طويلة من الزمن. ولكن بدراستي للوثائق الرومانية اتضح لي أني كنت مخطئاً في اعتقادي .

(7) وقال الأب لاجرانج مدير المعهد الكتابي: لا يوجد الآن أي عالم حقيقي يشك في صدق العهد الجديد، ولذلك أصبح الدفاع عنه مضيعة للوقت .

ب - شهادتهم عن صدق العهد القديم (التوراة):

(1) قال دانا العالم الجيولوجي والمسيو كوفيبيه ومستر سميث العالم الإنجليزي: أثبتت مواضع الاتفاق بين قصة الخَلْق الواردة في التوراة وبين تاريخ الأرض المأخوذ من الاكتشافات الطبيعية، صدق انتساب الكتاب المقدس إلى أصلٍ إلهي .

(2) وقال الأستاذ ولي: تأيد صدق حادثة الطوفان الواردة في سفر التكوين، لأنه بالبحث في طبيعة أرض العراق، وُجدت طبقات من الغِرْين عمقها 8 أقدام. وتحت هذه الطبقات وُجدت آثار أقدم المدنيات المعروفة لغاية الآن .

(3) وقال أحد علماء اللغة الأشورية: ثبت صدق حروب الملوك ضد سدوم وعمورة التي ذكرها سفر التكوين (14: 17 - 23) من الكتابات الأشورية التي اكتُشفت حديثاً .

(4) وقال العلامة نيابور: الحوادث التاريخية الواردة في العهد القديم صادقةٌ كل الصدق، فهي تنبئنا بكل دقة عن هزائم اليهود، كما تنبئنا عن انتصاراتهم في العهد المذكور .

ج - شهاداتهم عن صدق الكتاب المقدس بصفة عامة:

(1) قال إسحق نيوتن: أثبت البحث النزيه صدق الكتاب المقدس، وأن كل ما جاء به يحمل في طياته البراهين الكافية على صدقه .

(2) وقال رينان بعد زيارته لفلسطين: تجلّى أمامي الآن تاريخ الكتاب المقدس الذي كنت أشك في صدقه بصورةٍ أثارت إعجابي ودهشتي .

(3) وقال غيره: على الرغم من أن كتَبَة الكتاب المقدس لم يقصدوا بهتاريخاً بحتاً، غير أنه أصدق مرجع تاريخي للعصور التي يشير إليها. وتدل القرائن على أنه لم يعد هناك مجال لنقده أو الاعتراض عليه .

(4) وقال أحد أعضاء جمعية الاكتشافات الفلسطينية بقيادة السير جيمز نيل: يا له من أمرٍ عجيب! كنا نظن في أول الأمر أننا سنجد أخطاء كثيرة في الكتاب المقدس، ولكن لم نكن نمكث ثلاثة أسابيع في مكان من الحفريات، إلا وكنا نتحقق أن هذا الكتاب كتب بكل دقة وعناية .

(5) وقال سبرجن: نحن لا ندافع عن الكتاب المقدس، لكنه هو يدافع عن نفسه .

(6) وقال وستكوت: ليس هناك دليل على وجود أي اتفاق مقصود بين كتَبَة أسفار الكتاب المقدس، وهذا دليل على نزاهتهم .

(7) وقال أودلف سفير اليهودي المتنصِّر: للكتاب المقدس هدف واحد، فليس هناك أي تعارض بين العهدين القديم والجديد، فالعلاقة بينهما مثل العلاقة بين المسألة وحلّها، أو أساس البيت وجدرانه، مما يدل على أن كتَبَته جميعاً كانوا منقادين بروح الله نفسه .

(8) وقال هنري مارتن: يشبه الكتاب المقدس قصراً بناه كثيرون، ولكن الذي وضع تصميمه شخص واحد . أي أنه كله موحى به من الله.

(9) وقال الأستاذ فيليب مورو: من يتتبّع تاريخ الفكر البشري يتضح له عدم استقراره على حالة واحدة، فآراء الناس تختلف باختلاف عقولهم وباختلاف البلاد والعصور التي يعيشون فيها. أما الكتاب المقدس، فعلى الرغم من اختلاف الذين كتبوه (من جهة ثقافتهم والبلاد والعصور التي عاشوا فيها) فليس هناك أي اختلاف أو تعارض في ما كتبوه، ممّا يدل على أنهم لم يكونوا إلا آلاتٍ في يد الله نفسه .

 

 

 

هل الكتاب المقدس هو كلمة الله :-

تعرض الكتاب المقدس ، وعلى امتداد العصور التاريخية المختلفة إلى هجمات كثيرة ، ومع ذلك فقد صمد الكتاب ، وتحطمت أمامه كل الآراء والنظريات التي تهاجم سلطان ووحي وعصمة الكتاب المقدس.

فيما يلي بعض الأدلة والبراهين التي تبين أن الكتاب المقدس هو كلمة الله :-

1. الله حي. وهو الخالق الأزلي ( مزمور 1:90 ــ 2 ) ، والله يريد أن يعرفه العالم ويعرفوا مشيئته ووصاياه وإعلاناته وخطته للعالم ، وبالتالي لا بد من وجود إعلان سماوي من الله للناس لمعرفة طبيعته وإرادته وعلة وجود الناس وقصد الله النهائي من الخليقة. وإعلان الله للناس تم أولاً بالطبيعة ، ثم بالكلمة الموحى بها في الكتاب المقدس ، وأخيراً جاء الرب يسوع المسيح وأعطانا الإعلان الكامل عن الله.

2. كان الكتاب المقدس في عقل وفكر الله منذ الأزل ، أي قبل أن يوحى به للعالم ( راجع مزمور 89:119، ومزمور 152:119، وأعمال الرسل18:15، وعبرانيين2:8 ( المسيح خادم المسكن الحقيقي في السماء منذ الأزل) مع عبرانيين 5:8 ( يخدمون شبه السماء وظلها. .. حسب المثال ).

3. يتحدّث الكتاب المقدّس عن ذاته بإعتباره كلمة الله ، وطريقة الكتاب المقدّس تبين بوضوح وجلاء أنّ الله فقط قادر أن يتحدّث بهذه الطّريقة. فالكتاب يتحدث بسلطان وقوّة عن الله وعن خليقته بطريقة لا يتحدّث بها إلاّ الله. ومن الملاحظ أنّ الكتاب المقدّس لا يحاول أبداً إثبات أنه كتاب الله ، فهو كتاب الله بالتأكيد.

4. كُتّاب وحي الكتاب المقدّس يؤكدون لنا أنّ ما كتبوه كان بوحي وسلطان من الله. فهؤلاء الرجال القديسّون أمثال موسى وصموئيل وعزرا وداود وأشعياء ويونان وزكريّا ودانيال وأرمياء ومتّى ومرقس ولوقا ويوحنّا وبولس كانوا رجالاً أتقياء ومثالاً للفضيلة ، ولم يكونوا مدَّعين أو غشاشين ، وكان لديهم الإستعداد الكامل حتى الموت من أجل إيمانهم. نقرأ في رسالة بولس الرّسول الثانية إلى تيموثاوس 16:3 قوله " كُلُّ الكتابِ هو موحى به من الله ، ونافعٌ للتّعليم والتّوبيخ ، للتّقويم والتَّأديب الّذي في البرِّ. "

5. حضَّر الله الرّجال الّذين سيوحي بواسطتهم كلمته لنقلها إلى العالم أجمع ، كما فعل مع موسى وداود وأشعياء حيث حضّر الله الظّروف والتّجارب والمشاعر ، وبالتّالي عبر الكُتّاب عن مشاعر كان الله قد حضرها سلفاً (راجع أشعياء 1:49ــ5 ، ارمياء 4:1ــ9 ، غلاظية 15:1ــ16 ، فالله يعرف مُسْبقاً المعيَّنين ، وبالتالي يعرف كُتاب الوحي والظروف التي سيعيشونها.

6. شهادة وحدة الكتاب المقدس : على مدى فترة زمنية تمتد حوالي 1600 سنة ، استخدم الله أكثر من أربعين رجلاً عاشوا في مناطق مختلفة وأوضاع تاريخية وسياسية واجتماعية وثقافية ودينية متباينة ، وأوحى الله إلى هؤلاء الرجال بالكتاب المقدس ، ورغم امتداد الفترة الزمنية وكثرة الكُتاب واختلاف أوضاعهم ، فإننا نلاحظ ما يلي :-

أ. إنسجام تام ورائع وفريد في الرسالة ، فالكتابات متصلة ومتناسقة ومتكاملة.

ب. إنعدام أي تناقض في الكتاب ، أي بين أسفاره المختلفة.

ت. عظمة وقدسية وعمق وغنى وروعة وبلاغة ما جاء في الكتاب المقدس بواسطة أفراد بسطاء مثل داود الراعي وبطرس ويوحنا اللذين كانا معروفين بأنهما جاهلان ، ومع ذلك فقد كتبوا عن مجد الله والطبيعة والإنسان والمصير الأبدي.

ث. لأن الكُتّاب أقروا واعترفوا مراراً وتكراراً أن ما كتبوه هو كلمة الله ووحيه ، وليس كلمتهم هم ، أي أن الكتاب المقدس يشهد عن نفسه أنه من الله ( 2تيمو16:3 ، 2 بطرس 21:1 ، 1تسالونيكي 13:2 ، بطرس الأولى 23:1ــ25 9 ). حتى أن بعض أنبياء العهد القديم لم يفهموا ما نطقوا به (1بطرس10:1ــ12).

7. لأن الكتاب المقدس يخاطب كل إنسان في أي زمان ومكان وظرف ، وعندما يقرأه الإنسان يكتشف حقيقة البشرية ، الحقيقة المفرحة والحقيقة المرة ، وإنجازات الإنسان ، وسقطات الإنسان. فالكتاب المقدس يشبع الجوع الروحي والنفسي ، ويرشد البشرية لطريق الحياة الأبدية.

8. شهادة عمل الكتاب المقدس في حياة البشر على اختلاف أصولهم وأعراقهم ولغاتهم ( تأثير الكتاب المقدس على البشرية جمعاء ) : يقدم لنا الكتاب المقدس نظرة ثاقبة إلى الطبيعة البشرية ويظهر حقيقتها ، وفقط الله يعرف حقيقة الإنسان لأنه خالقه. لقد عمل الكتاب المقدس ، وما يزال يعمل في حياة ملايين الناس ، وقادهم من ظلام الخطية وبؤس الشر الى حياة الغفران والمحبة والسلام والحياة الفضلى. ففي الكتاب المقدس تعلن قوة الله المخلِّصة والمقدِّسة ، والله حي وما يزال يعمل في التاريخ بواسطة كلمته المقدَّسة لإتمام مقاصده في حياة كل إنسان في الوجود ، وهذا من أعظم البراهين على أن الكتاب المقدس هو كلمة الله الأزلية. فجميع شعوب العالم تجد حاجتها في الكتاب المقدس ، ومن يؤمن بالكتاب يتغير كلياً إلى إنسان جديد.

9. شهادة ألوعود في الكتاب المقدس : يوجد في الكتاب المقدس وعود كثيرة جداً جداً ، والله وحده القادر أن يعطي هذه الوعود لأنه قادر على إتمامها ، وهذه الوعود صادقة ومقدسة. وهي وعود متنوعة منها ما يتعلق بعمل الله في حياة الإنسان المؤمن ، ووعود تتعلق بالعالم والكون والتاريخ والمجتمعات البشرية المختلفة ، وهذه الوعود تتم في حياة المؤمنين يومياً ، كذلك فإن تتابع أحداث العالم والتاريخ يكشف لنا عن صدق هذه الوعود، وأن معطيها هو الله. ومن أهم الوعود في الكتاب المقدس هو وعد الله بحفظ الكتاب المقدس وحمايته إلى الأبد. فمثلاً قد تم جمع الآيات الواردة في كتابات أباء الكنيسة ، فتم جمع غالبية العهد الجديد.

10. شهادة نبوات الكتاب المقدس : يحتوي الكتاب المقدس على نبوات كثيرة ومتنوعة تتعلق بمسيرة التاريخ حتى نهاية العالم ، وبعض هذه النبوات تمت وبعضها يتم في أيامنا وبقيتها سيتم حتماً في المستقبل القريب وحتى مجيء المسيح مرة ثانية والقيامة ويوم الدين والحياة الأبدية. وبديهيٌ أن الله وحده رب وسيد التاريخ ، ويعرف كل شيء ، وهذا دليل قاطع على أن الكتاب المقدس ، الذي هو كتاب النبوات ، هو كلمة الله. ومن نبوات الكتاب المقدس :

أ. كل التفاصيل المتعلقة بتجسد المسيح وأعماله وعجائبه وموته وقيامته وصعوده وعودته ثانية.

ب. نبوات عن ممالك وأمم عديدة جداً في العالم.

ت. نبوات عن حروب وإضطرابات وكوارث وزلازل وبراكين وأمراض جديدة.

ث. نبوات عن الحروب العالمية وهيئة الأمم وانقسام العالم إلى معسكرات والحضارة العالمية.

ج. نبوات تتعلق بتفاصيل نهاية العالم والحياة الأبدية.

11. شهادة سمو تعاليم الكتاب المقدس وعظمتها وتفوقهاعلى أية تعاليم موجودة في العالم ، تثبت أن هذه التعاليم هي كلام الله بالتحديد. فعمق الكتاب المقدس غير متناهي. وكلما درس الإنسان الكتاب المقدس بعمق أكثر كلما اكتشف به كنوزاً أكثر.

12. شهادة الروح القدس الساكن في قلوب المؤمنين تؤكد لنا أن الكتاب المقدس هو كلمة الله.

13. شهادة أخلاق وميزات الأشخاص الذين يقبلون الكتاب المقدس بالإيمان واليقين بأنه كلمة الله الحية والفعالة. فأخلاق وميزات المؤمنين به شهادة حية للكتاب المقدس ، وكلما نما الإنسان في حياة القداسة والتقوى والمعرفة كان نموه بواسطة ونحو الكتاب المقدس.

14. شهادة تاريخ الكتاب المقدس وانتصاره على جميع الهجمات التي تعرض ويتعرض لها.

15. شهادة الآثار والإكتشافات والحفريات والمخطوطات والتاريخ وسجلاته ، كلها تؤكد على صدق رواية الكتاب المقدس.

16. شهادة علم الكتاب المقدس :يحتوي الكتاب المقدس على حقائق علمية عديدة جداً ، وهذه الحقائق تتفق تماماً مع اكتشافات العلم الحديث ، ومن الأمثلة على ذلك :-

أ. أشعياء 22:40 " الجالس على كرة الأرض ".

ب. أيوب 7:26 " يعلق الأرض على لا شيء ".

ت. لاويين 11:17 " نفس الجسد هي في الدَّم ".

ث. ايوب 5:28 " أرضٌ يخرج منها الخبز أسفلها ينقلب كما بالنار "

ج. ايوب 25:28 " ليجعل للريح وزناً ويعاير المياه بمقياس ".

17. فلسفة الكتاب المقدس تفوق أية فلسفة وضعية وفلسفة أي كتاب آخر يدعى أنه ديني.

18. تعاليم الكتاب المقدس الأخلاقية لا مثيل لها في الكون. فمثلاً الموعظة على الجبل لا يضاهيها أية تعاليم من حيث إعجازها وعظمتها وشموليتها.

19. التأثير الأخلاقي للكتاب المقدس في حياة الشعوب : فهو يكشف الخرافات وينهي الجهل ويبطل الوثنية وعبادة الأرواح ، أي أن في الكتاب المقدس قوة خلاقة تؤكد على أنه كتاب الله.

 

الخاتمة

الكتاب المقدس هو بالفعل كلام الله ، وهذا يعني أن على جميع الناس الإيمان بكل ما فيه من حقائق تتعلق بالله وطبيعته وإرادته ووحيه ، وعن الإنسان وطبيعته وسقوطه ، وعن الطريق التي رسمها الله للبشرية من أجل إتمام الفداء والخلاص. أي أن عصمة الكتاب المقدس تلزم الجميع بقبوله وقبول الحقائق والعقائد المختلفة التي يعلنها وخاصة وحدانية الله في الثالوث ، وسقوط الإنسان ، وتجسد الله في الرب يسوع المسيح لفداء الإنسان ، والنبوات المتعلقة بالأيام الأخيرة ، وملكوت الله الأبدي

إن استجابة الصلاة ، والشفاء ، والبركات الكثيرة ، والفرح الدائم. كل هذه الأمور تؤكد لنا أن الكتاب المقدس هو كلمة الله. كذلك لا يحتاج الناس إلى جميع الإجابات حتى يتأكدوا أن الكتاب المقدس هو الحق وبأنه كلمة الله. وبكلمات أخرى : ستبقى معرفة الإنسان محدودة ، ولكن ذلك لن يغير من حق الله.

إن من لا يطلب الخلاص ، ولا يقبل المسيح رباً لحياته ، لن يقبل الكتاب المقدس. فغير المؤمن الذي لم يتب عن شروره وفساده وخطاياه ، أي الشخص الذي لم يولد من جديد ، لا يستطيع أن يفهم الكتاب المقدس ، وبالتالي لا يقبله باعتباره كلمة الله ( 1كورنثوس 14:2 ).

 

 

 

 

المراجع

"كتاب المادة – و محاضرات ق /جمال"

"الكتاب المقدس يتحدي نقاده للقمص عبد المسيح بسيط"

" قضايا خطيرة ل انور يسى منصور"

"ما يقولة الكتاب المقدس للخادم "

"وحى الكتاب المقدس يوسف رياض"

"مختصر العقيدة الكتابية للكنائس الرسولية هيئة التدريس بفرع المنيا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكنيسة الرسولية هي أحد الكنائس غير التقليدية وهي كنيسة إنجيلية تبشيرية كاريزماتية.